العمل الجاد والحرص الشديد هما ما يميز فاتح تريم مدرب تركيا الملقب "الامبراطور" والذي يقترب من الجلوس على عرش كرة القدم الاوروبية.
وكان تريم أحد نجوم كرة القدم التركية عندما كان لاعبا في صفوف فريق غلطة سراي وقائدا لمنتخب تركيا الذي قاده كمدرب الى التأهل لنهائيات كأس اوروبا 2008 بعد مشوار صعب في التصفيات.
وحتى عندما كان فريقه في طريقه لتوديع المنافسة تقريبا على التأهل للنهائيات كان تريم واثقا وقال للصحافة التركية "سنتأهل بالتأكيد.. أنا أعلم ذلك."
وفازت تركيا خارج ملعبها على النرويج 2-1 في المباراة قبل الأخيرة بالتصفيات لتتأهل بشكل رائع الى نهائيات كأس اوروبا.
وبعد ذلك قاد تريم الاتراك للفوز على سويسرا ثم التشيك بعد ان كان متأخرا في المرتين قبل ان يحرز فريقه هدفا في الدقيقة الأخيرة من الوقت الاضافي ليتعادل مع كرواتيا في دور الثمانية ويتأهل بعد الفوز بركلات الترجيح الى الدور قبل النهائي حيث المنتخب الالماني القوي في الانتظار.
وقال تريم مدللا على سلوك عدم الاستسلام الذي ينتهجه المنتخب التركي والذي غرسه بنفسه في اللاعبين "عندما نكون معا نصبح متحدين وبوسعنا التغلب على اي فريق."
وفي ولايته الثانية كمدرب لمنتخب تركيا يضع تريم الذي قاد تركيا لنهائيات كأس اوروبا 1996 هدفا أكبر نصب عينيه.
وقبل 12 عاما كان تأهل تركيا لنهائيات بطولة كبيرة بعد عقود من الغياب انجازا في حد ذاته وخرج الفريق من الدور الأول بعد ان مني بثلاث هزائم.
وفي هذه المرة يريد "الامبراطور" ان يحقق ما عجز عنه من قبل.
وعاد تريم لتدريب الاندية بعد نهاية كأس اوروبا 1996 ليقود فريقه المحبب غلطة سراي لسلسلة من الألقاب من بينها الفوز بكأس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم عام 2000 وهو اول لقب اوروبي يحرزه ناد تركي.
ومنحه هذا النجاح الفرصة لينتقل الى دوري الدرجة الاولى الايطالي حيث تولى تدريب فيورنتينا ثم ميلانو عام 2001.
لكن ما بدا انه بداية تألقه على المستوى الدولي انتهى سريعا بعد أقل من ستة أشهر باقالته من تدريب ميلانو.
ومنذ ذلك الحين لم يحرز تريم الذي يعامل لاعبيه كجنود في المعركة ويحفزهم بكلمات حماسية في غرفة الملابس اي لقب.
وانتهت فترة ولايته الثانية مع غلطة سراي بصورة مخيبة للامال وخلاف مع مسؤولي النادي.
وقال تريم للصحفيين قبل أيام بعد ان ربطته تقارير صحفية بتدريب عدد من الاندية الايطالية "أخبرت مجموعة من الصحفيين الايطاليين فقط اني أريد العمل هناك مجددا.. وهذا كل ما في الأمر. أحب ايطاليا وهذا شيء لم أخفيه من قبل."
وحتى اذا خسرت تركيا في الدور قبل النهائي أمام المانيا فهناك شيء واحد فقط مؤكد وهو ان الأضواء ستعود لتريم وستنهال عليه عروض الأندية الاوروبية التي تتلائم مع "امبراطور".