تدفق عشرات الآلاف من مشجعي هولندا الذين ارتدوا الأزياء البرتقالية التقليدية على سويسرا السبت لكن هولنديا واحدا فقط هو من احتفل في نهاية مباراة دور الثمانية المثيرة بين المنتخبين الروسي والهولندي في نهائيات كأس اوروبا.
وقاد المدرب الهولندي جوس هيدينك المنتخب الروسي للفوز 3-1 بعد وقت اضافي على منتخب بلاده بعد مباراة تفوق فيها الروس حتى في أسلوب التمرير السلس الذي يتميز به المنتخب الهولندي.
وفي الوقت الذي نجحت فيه خطط هيدينك (61 عاما) كان ماركو فان باستن مدرب هولندا يندب حظه بعد إخفاق فريقه في تقديم نفس المستوى الذي ساعده على تحقيق ثلاثة انتصارات متتالية في دور المجموعات بالبطولة.
ونفذ اندريه ارشافين الذي اختير أفضل لاعب في المباراة تعليمات هيدينك ببراعة وصنع هدفا وسجل اخر للفريق الروسي.
وقال هيدينك قبل البطولة انه فكر كثيرا ولمدة طويلة بشأن ما اذا كان يتعين عليه ضم ارشافين الى تشكيلة المنتخب الروسي بعد ايقاف اللاعب في أول مباراتين بالمجموعة الرابعة أمام اسبانيا واليونان.
لكن ثبت ان هيدينك كان على صواب عندما قرر ضم اللاعب اذ خطف ارشافين الاضواء وساعد على نجاح خطة هيدينك مع زميليه رومان بافليوتشينكو وقنسطنطين زيريانوف وهو ما ادى الى تأهل لروسيا الى الدور قبل النهائي لمواجهة ايطاليا أو اسبانيا في فيينا يوم الخميس المقبل.
وقال ارشافين "مدرب هولندي واحد تغلب على فريق كامل من لاعبي هولندا الموهوبين. اشعر انا وروسيا باكملها بسعادة غامرة. كانت مباراة صعبة لكن لا يمكننا ان نشتكي من اي شيء."
وأضاف "قال المدرب انه يتوقع ان تلعب هولندا بكل قوة لكن يبدو انها توقفت عن اللعب قبل ان نفعل نحن ذلك. الهولندي الافضل.. وهو مدربنا.. هو من حقق الفوز في نهاية الأمر."
وسبق لهيدينك الذي اختار لنفسه قبل المباراة دور "الخائن الهولندي" تولي تدريب منتخب هولندا وتأهل معه الى الدور قبل النهائي لكأس العالم عام 1998.
وقاد المدرب المخضرم ايضا كوريا الجنوبية للتأهل لقبل نهائي كأس العالم 2002 وتأهل مع منتخب استراليا الى دور الستة عشر لنهائيات كأس العالم منذ عامين.
ومنذ 20 عاما كان هيدينك بين من احتفلوا بهدف الفوز الذي احرزه فان باستن في مرمى المانيا الغربية في هامبورج ليتأهل بهولندا الى نهائي بطولة اوروبا عام 1988 التي احرزت لقبها بعد التغلب على الاتحاد السوفيتي بهدفين لرود جوليت وفان باستن.
لكن فان باستن (43 عاما) الذي سيترك تدريب المنتخب الهولندي عقب البطولة للعمل مع نادي اياكس امستردام لم يحتفل مساء السبت أبدا بذكرى الانتصار الذي تحقق منذ 20 عاما.
ورغم ان فريقه شق طريقه بسهولة عبر دور المجموعات بعد انتصارات على ايطاليا بطلة العالم وفرنسا ورومانيا الا ان المنتخب الهولندي ظهر بشكل متواضع في لقاء السبت والغى لاعب الوسط المدافع سيرجي سيماك خطورة صانع الالعاب ويسلي شنايدر تماما.
ورغم نجاح هولندا في خلق عدة فرص للتهديف في المباراة التي شهدت 54 محاولة على المرمى الا ان رجال فان باستن افتقروا الى التألق والابداع الذي اظهروه في وقت سابق بالنهائيات.
وفي المقابل نجح المنتخب الروسي في فرض سيطرته على اللعب بفضل قدرته على تمرير الكرة بسلاسة اضافة الى تحركات وانطلاقات ارشافين الرائعة.
وبدأت هولندا البطولة بالفوز 3-صفر على ايطاليا واظهرت على الفور قدرتها على انتزاع اللقب لأول مرة منذ 20 عاما.
وفي اليوم التالي لهذا الانتصار الهولندي تلقت روسيا خسارة ثقيلة بنتيجة 4-1 أمام اسبانيا.
لكن ارشافين لم يلعب مع روسيا في هذه المباراة.. لكنه يلعب معها الان.